رسالة مفتوحة من ابنة السيد عبد الله القلال إلى السيد رئيس الجمهورية التونسية

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله 
تونس في 13 ديسمبر 2011 

سيدي رئيس الجمهورية التونسية, الدكتور المنصف المرزوقي


كان اليوم تاريخيا و كان خطابكم الأول بعد القسم من أمام منبر المجلس الوطني التأسيسي فلم تقصوا أحدا بل و أعلنتم أنكم رئيس لكل التونسيين. و من هذا الأساس و لأن تاريخكم النضالي يتكلم بنفسه و لأنكم ذقتم ويلات الظلم و القهر و التعسف و صرحتم مع هذا بأن لا مجال للثأر و الانتقام و دعيتم حتى إلى الصلح (مع عدم النسيان), ولأنكم أولا و بالأساس حقوقيا و طبيبا بل و أستاذي في الطب, فإنني و بكل تلقائية و عفوية أستسمحكم في هذا اليوم المميز لأن أترك حرية التعبير لعقلي و لجوارحي في ألآن نفسه بصفتي امرأة تونسية حرة, طبيبة جامعية و أيضا ابنة سجين سياسي حاليا السيد عبد الله القلال.

سيدي الرئيس, أنا لا أريد النفاق و المغالطات ولا أتقنهما و لكنني أريد أن أعرب عن شعوري الصادق بالفخرو بالإعتزاز اليوم بأن يكون رئيسي حقوقيا و مناضلا و بهذه الدرجة من العلم, ثم إن كلمتكم وصلت صادقة ,بسيطة و في الان نفسه كانت عميقة و واقعية مغايرة لما عهدنا لسنوات طويلة.

سيدي الرئيس, بقدر وعيي كمواطنة بعبء مسؤولياتكم و ضرورة إيجاد الحلول العاجلة للعديد من المعضلات الإقتصادية و الإجتماعية بقدر قلقي كابنة على حياة والدي المسن و المريض و المسجون مند شهر مارس2011. فإنني أتوجه إليكم من باب الإنسانية و الرحمة خاصة أنكم قد أكدتم في خطابكم بأن فقدان السند و الحبيب هو من أكبر المصائب.

سيدي الرئيس, إن مسؤولية والدي السياسية لا غبار عليها و الإعتذار عنها واجب إن أطال الله في عمره بل أن الإعتذار من شيمنا العربية الإسلامية . إلا أن والدي يواجه المظلمة تلو الأخرى مند جانفي 2011 من إيقاف قبل ايجاد التهم ثم مصادرة لأملاكه البسيطة و الشرعية ثم التعدي على شرفه إعلاميا وصولا إلى إصدار حكم سياسي في ثوب جزائي في نطاق محاكمة تفتقد لأسس المحاكمة العادلة و الجادة شكلا و أصلا و أتحمل مسؤولية أقوالي هذه. 

ذاق والدي المسن و المريض وعائلته مرارة الظلم و مع هذا أبقى على يقين بأن هذا الظلم لا يساوي الكثير مقارنة بمعانات الآلاف من المناضلين و عائلاتهم لمدة طويلة و التنكيل بهم والذين قد يستحيل إنصافهم على وجه الأرض مهما كان الحكم أو التعويض لهم. 
سيدي الرئيس, دعوتم في كلمتكم اليوم إلى التعجيل بالمحاسبة ثم المصالحة.ومثل أي مواطنة أؤمن بمبدء العدالة الإنتقالية طالما كانت عادلة غير انتقامية وغير انتقاءية. إلا أن المحاسبة في ما يخص والدي بدأت في الحقيقة منذ أكثر من عشرة أشهر و كانت غير عادلة و فيها الكثيروالكثير من التشفي و الإنتقام إلى جانب أن حالته الصحية أضحت دقيقة ولا شك أنها تتعكر يوما بعد يوم و أصبحت و كافة العائلة نخشى على حياته. 
سيدي الرئيس كمواطنة أتوسم فيكم خيرا و رحمة و عدلا. أملي كبير في أن تكون المحاسبة الجزائية مستقلة عن الحسابات السياسية, أملي أن يسجل التاريخ بان من وقع التنكيل بهم طيلة سنوات عدة و تعذيبهم وإقصاءهم مثل قادة و أعضاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و حزب حركة النهضة هم من سيضعوا إن شاء الله حدا للظلم و القهر. 

كان الله في عونكم ووفقكم مع رفاقكم للنهوض بتونس العزيزة. 
مع أسمى عبارات التقدير و الإحترلم
د. لمياء بنت عبد الله القلال